شباب البصره

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى يهتم بكل ماهو يخص الشباب وكل شيء من الحياه


    منشورات جامعة سيراكوس"

    avatar
    ????
    زائر


    منشورات جامعة سيراكوس" Empty منشورات جامعة سيراكوس"

    مُساهمة  ???? السبت أغسطس 21, 2010 6:07 am

    صدرت عن " منشورات جامعة سيراكوس" في أمريكا أنطولوجيا جديدة بعنوان " القصة العراقية المعاصرة " للدكتور شاكر مصطفى، الأستاذ المساعد في جامعة بوستن بالولايات المتحدة الأمريكية. وقد تضمنت هذه الأنطولوجيا " 33 " نصاً نثرياً يتوزع بين القصة القصيرة ومقتطفات من أعمال روائية معروفة لستة عشر قاصاً وروائياً عراقياً يعيشون داخل العراق وخارجه. وقد قام بترجمة هذه القصص والمقتطفات الروائية الى الانكليزية الدكتور شاكر مصطفى. كما عزز الأنطولوجيا بمقدمة وافية جاءت تحت عنوان " القصة العراقية اليوم ". وقد ورد على الصفحة الداخلية للغلاف الأول " بأنها أول أنطولوجيا في الغرب تُرجمت من العربية إلى الإنكليزية وهي تلقي ضوءاً ساطعاً على التنوّع الثري للتجربة القصصية العراقية." ثم يمضي الى القول: " على رغمٍ من أن كل صوت مميز ومختلف على انفراد، الا أن ما يجمعهم هو الكتابة عن الوطن الأم الذي عانى من القمع والرقابة والحرب والاحتلال ". حرص مُعِّد ومترجم هذه الأنطولوجيا على أن يلُمَّ بين دفتي هذا الكتاب قصاصين وروائيين من مختلف القوميات والأديان المتعايشة في العراق كالعرب والتركمان والكلدوآشوريين ومع ذلك فقد غاب القصاصون الكرد ربما لأن المترجم لا يتقن الحديث باللغة الكردية أو أنه لم يقع على قصص كردية مُترجمة الى العربية. كما حرص المُعد على أن يشتمل كتابه على كُتّاب مسلمين ومسيحيين ويهود، وقد تحقق له ما أراد، لكنه مع ذلك لم يفلح في أن يضم كُتّاباً صابئة أو إيزيديين الى متن هذه الأنطولوجيا التي تظل قاصرة عن احتواء المشهد القصصي العراقي الذي يتصف بالتنوع والتعدد والثراء. وكان للمعد والمترجم أن يتدارك هذا القصور لو أنه اكتفى بترجمة نص واحد لكل كاتب، خصوصاً أن هؤلاء الكُتاب محترفون ومعروفون في المشهد القصصي العربي وأن أي نص من نصوصهم القصصية يعبِّر عنهم بدقة وأمانه، ويكشف عن آليتهم وتقنياتهم في التعاطي مع هذا الجنس السردي المميز. وعلى وفق هذه المقاربة كان المعد والمترجم سيتيح فرصة لقصاصين عراقيين آخرين أن يجدوا نصوصهم مُترجمة ومنشورة بين دفتي هذه الأنطولوجيا التي تزدان بأسماء ابداعية مهمة أمثال محمد خضير، جليل القيسي، محمود سعيد، ابراهيم أحمد، عبد الرحمن مجيد الربيعي، عبد الستار ناصر، لطفية الدليمي، سالمة صالح، سميرة المانع، صموئيل شمعون، سمير نقاش، شموئيل موريه وبقية الأسماء المهمة التي احتفى بها الكتاب.
    القصة العراقي اليوم
    كتب المُعد والمترجم شاكر مصطفى مقدمة وافية لهذه الأنطولوجيا رصد من خلالها تطور القصة العراقية التي تخلصت من نَفَسها الواقعي، والتجأت الى الرمز والاستعارة تارة، والى الفنتازيا تارة أخرى. فالكتاب الذين يعيشون في الداخل أمثال محمد خضير ومهدي عيسى الصقر وجليل القيسي ولطفية الدليمي قد لجأوا الى الرمز والمجاز واللغة المقنّعة كي يمرروا نتاجاتهم من مقص الرقابة، وينجوا بأنفسهم من عيون الرقباء المتربصة بهم. أما الكُتاب الذين يتوزعون في المنافي الأوروبية والأمريكية أمثال سميرة المانع، سالمة صالح، محمود سعيد، صموئيل شمعون، ابراهيم أحمد، شموئيل موريه ونصرت مردان فلم يكونوا بحاجة الى الرموز والأقنعة بسبب الحرية المتاحة في الغرب وبُعدهم عن آلة القمع التي كان النظام السابق يستعملها في كبح جماح الأقلام العراقية المتمردة أو المتململة أو التي تهدف الى قول الحقيقة أو الكشف عن العشر الناتئ من جبل الجليد في الأقل. رصد الدكتور شاكر مصطفى النقلة النوعية التي حدثت في تاريخ القصة العراقية. فمعروف أن هذا النوع الأدبي قد انطلق من أرضية واقعية، لكنه سرعان ما غادرها على أيدي كتاب مهمين من جيل الستينات في القرن الماضي، وعلى أيدي قصاصين آخرين من الأجيال اللاحقة. حيث وجد هؤلاء الكتاب ضالتهم في التجريب كما هو الحال مع محمد خضير الذي كتب " بصرياثا: صورة مدينة " و " رؤيا خريف " وقد منحه الأسلوب الفنتازي قدراً كبيراً من الحرية، كما أنقذه من السقوط في الفخاخ التي كان ينصبها الرقباء والمتربصون للكُتاب العراقيين الذين يرومون قول الحقيقة أو ملامستها على أفل تقدير. وتأكيداً لهذا المنحى الفنتازي فقد قال الناقد البريطاني روبرت أروِن عن محمد خضير " بأنه كاتب قصة قصيرة رائع، وأن فنتازياته البورخيسية عن مدينتة الأصلية البصرة، جديرة بالقراءة ". ويشير الدكتور شاكر الى أن القاصة ميسلون هادي قد استعانت بالواقعية السحرية في كتابة بعض نصوصها مثل " زينب على أرض الواقع " و " تقاويم ". ركزت بعض القصص في هذه الأنطولوجيا على " الهوية والانتماء والجذور " كما في " هؤلاء الأولاد " لسالمة صالح، و " الروح " لسميرة المانع، و " البائع المتجول والسينما " لصموئيل شمعون، وهي للمناسبة جزء مقتطف من سيرته الذاتية- الروائية " عراقي في باريس ". ولا أدري لماذا خلط معد الكتاب ومترجمه بين القصة القصيرة والرواية، علماً بأن كل منهما فن أدبي قائم بذاته؟ وقد تناول مقتبسات من أعمال روائية عديدة مثل " بصرياثا: صورة مدينة " لمحمد خضير، و " حديقة حياة " للطفية الدليمي، و " الشاهدة والزنجي " لمهدي عيسى الصقر، و " الوشم " لعبد الرحمن مجيد الربيعي، و " عراقي في باريس " لصموئيل شمعون. ولو استبدل المعد والمترجم هذه المقتبسات الروائية بقصص قصيرة لاستطاعت هذه الأنطولوجيا أن تقترب من الصورة الحقيقية للمشهد القصصي العراقي الذي غابت فيه أسماء مهمة من بينها محمود جنداري، موسى كريدي، وارد بدر السالم، لؤي حمزة عباس، سعد محمد رحيم، صلاح زنكنة، هدية حسين، علي السوداني، حسين الموزاني، نجم والي، صلاح صلاح، نعيم شريف، محمود البياتي وعشرات الأسماء الأخرى التي لا يسع المجال لذكرها الآن. ركز الدكتور شاكر مصطفى على الثيمات والموضوعات التي تمحورت عليها هذه الأنطولوجيا. وقد قسّمها الى خمسة أقسام وهي " الحُب والعلاقات الأسرية " كما في قصة " العودة " للصقر، و " التواطئ في الجنس " لسميرة المانع، و " زليخة " لجليل القيسي. و " الحرب ونتائجها المروعة " كما في قصة " الآخر في المرآة " لابتسام عبد الله، و " انقطاع " لميسلون هادي، و " تمارين صباحية " لمهدي عيسى الصقر، و " حديقة حياة " للطفية الدليمي، و " صباح مر " لمحمود سعيد. أما المحور الثالث فقد اشتمل على ثيمة " القمع السياسي " وتداعياته المرعبة كما في " الطاء وبقية الحروف " لسميرة المانع، و " وداعاً أيها الخرتيت " لعبد الستار ناصر، و " لاجئ عند الأسكيمو " لابراهيم أحمد، و " المُنسدح " لمحمود سعيد، و " حانة الأحلام العسيدة " لنصرت مردان. فيما تركز المحور الرابع على ثيمة " الطفولة والاستذكارات " والذي ضم قصصاً عديدة من بينها " البستان " لابتسام عبد الله، و " الطنطل " لسمير نقاش، و " هؤلاء الأولاد " لسالمة صالح. أما المحور الخامس والأخير فهو العلاقات الاجتماعية والدينية " والذي تمثل بقصص " البائع المتجول والسينما " لصموئيل شمعون، و " الطنطل " لسمير نقاش، و " راقصة من بغداد " لشموئيل موريه. لا بد من الاشارة في خاتمة هذا المقال بأن تقنية بعض القصص قد اعتمدت كلياً على آلية الروي والسرد كما في قصة " ما لم يقلهُ الرواة " للطفية الدليمي، وقصتي " حكايات يوسف " و " رؤيا خريف " لمحمد خضير، و " التواطئ في الجنس " لسميرة المانع و " حانة الأحلام السعيدة " لنصرت مردان. من الجدير بالذكر أن د. شاكر مصطفى حاصل على شهادتي البكالوريوس والماجستير من جامعة بغداد، أما الدكتوراه فقد حصل عليها من جامعة إنديانا عام 1999 . كما نشر عدداً من الكتب القيّمة من بينها " الأدب اليهودي الأمريكي "، " الترجمة الأدبية " و " الدراما الآيرلندية ".



      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 16, 2024 4:37 pm