شباب البصره

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى يهتم بكل ماهو يخص الشباب وكل شيء من الحياه


    الفيلم الوثائقي- طفل الحرب - لكريم شروبورغ محاولة لنبذ العنف وتكريس ثقافة التسامح والسلام

    avatar
    ????
    زائر


    الفيلم الوثائقي- طفل الحرب - لكريم شروبورغ محاولة لنبذ العنف وتكريس ثقافة التسامح والسلام Empty الفيلم الوثائقي- طفل الحرب - لكريم شروبورغ محاولة لنبذ العنف وتكريس ثقافة التسامح والسلام

    مُساهمة  ???? السبت أغسطس 21, 2010 6:19 am

    لا بد من الاقرار بأن الفيلم الوثائقي " طفل الحرب " للمخرج الأمريكي كريم شروبوغ قد قُوبل بتعاطفٍ كبير من قبل الجمهور الذي شاهدَ الفيلم في مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي في دورته الثانية في أبو ظبي على الرغم من أن بعضاً من مشاهد الفيلم ينطوي على إساءة صريحة للعرب والمسلمين. ولعل الجملة الرئيسة التي بقيت في أذهان المشاهدين حتى بعد خروجهم من الفيلم هي " أنني كنت أرغبُ في أن أقتلَ أكبر عددٍ ممكن من العرب والمسلمين " ولكن يجب أن تُؤخذ هذه الجملة ضمن السياق العام للفيلم الذي يركز على معاناة شاب سوداني مسيحي إسمه إيمانويل جال الذي تعرَّض هو وأفراد أسرته الى جرائم بشعة على رأسها الاغتصاب المتكرر لشقيقته وسط أجواء الحروب المتواصلة التي سكت عنها العالم فيما كان إقليم دارفور مسرحاً لأعمال التوتر والعنف والقتل اللامبرر بدوافع دينية وعرقية.
    الطفولة المضيّعة
    لا شك في أن جوهر الفكرة الأساسية التي إعتمد عليها فيلم " طفل الحرب " هي الطفولة المضيعة لإيمانويل جال وعدد كبير من أقرانه الأطفال الذين تعرضوا الى مصائر متشابهة. تقول تقارير الأمم المتحدة أن الأطفال الذين جُندوا بالإكراه لمقاتلة المتمردين في جنوب السودان قد بلغ عددهم " 10.000 " طفل وهو رقم مخيف حقاً. وإيمانويل جال هو أحدهم غير أنه لم يُجبر على التجنيد، وإنما شارك كمقاتل طواعية بعد أن تعرَّض هو وعائلته الى مختلف أشكال التعسف والاضطهاد. فحينما تكشِّر الحرب عن أنيابها لا بد أن نتوقع هيمنة قانون الغابة الذي يمجد المقولة الرهيبة التي تحفِّز على القتل ومفادها إذا لم تَقتُل تُقتَل! فهذا الطفل كان شاهداً على عصره وضحية له في الوقت ذاته. فحينما تم الإعتداء على شقيقته غير مرة كان عاجزاً عن الدفاع عنها، ولكن حينما تكررت حالات القتل والإغتصاب والتهجير لم يجد بُداً من حمل السلاح لمواجهة المعتدي أو الطرف الآخر أياً كانت ديانته أو قوميته، وبذلك فقد أصبحت قضية الأطفال الجنود ظاهرةً شائعة في بلدان القارة السمراء التي تتنازعها الحروب والنزاعات العرقية والطائفية المقيتة. ولا شك في أن الطرفين المتنازعين كانا ينتقمان من بعضهما البعض بتحفيز من الأصابع الخفية التي تُديم زخم هذه التوترات والأوضاع الشاذة التي نسيتها الدول المتقدمة التي تتحكم بمصائر الكرة الأرضية برمتها.
    الصراع الديني
    تتمحور ثيمة الفيلم التي كتبها المخرج نفسه على قصة الطفل المشرّد والمنفي إيمانويل جال الذي أقتلع من جذوره بسبب الصراعات العرقية والدينية التي اندلعت في جنوب السودان عام 1987. وخشية من أن يقع ما لا تُحمد عقباه أرسله أبوه بعيداً عن قريته في عملية إجلاء كبيرة شملت الآلاف من المواطنين الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة. وعندما ركب إيمانويل في أحد الزوارق المكتظة بالناس على أمل العبور الى الضفة الأخرى غرق هذا الزورق وذهب ضحيته العشرات، ولم يجدوا أثراً لإيمانويل، غير أنه وجد نفسه في معسكر للجوء. وبالمصادفة كان هناك فريق سينمائي يصور بعض الأفلام الوثائقية فوقعت عليه عدسة الكاميرا لصغر سنه ربما، أو لأنه وحيد من غير أبوين. ويبدو أن الحظ قد إبتسم لإيمانويل حيث أنقذته أحدى الموظفات البريطانيات اللواتي يقدمن المساعدات الإنسانية في قارة أفريقيا حيث تمكنت من نقله الى كينيا، وهناك إلتحق بأحدى مدارس نيروبي حيث تطورت مواهبه الفنية بشكل لافت للنظر، ثم تعمق إهتمامه الموسيقي وبالذات في موسيقى " الهيب هوب " التي كانت بمثابة الرئة التي يتنفس بواسطتها الصغار والكبار. الموظفة التي تبنته هي سيدة بريطانية معروفة تُدعى إيما ماكيون، والتي إقترنت بأحد قادة جيش تحرير شعب السودان وهو ريك مشار، والذي سوف يصبح لاحقاً شخصية قيادية مهمة، غير أن إيما تتعرض لحادث سيارة وتموت في نايروبي. تترك هذه السيدة تأثيراً كبيراً على حياة إيمانويل الذي قرر أن ينقل خبراته التي تعلمها في كينيا الى أطفال السودان. هنا تأخذ القصة منحى آخر وهو يقوم برحلة العودة الى وطنه. فحينما تنقله طائرة المساعدات الإنسانية ذاتها الى جنوب السودان يشعر بأنه قد عاد الى الرحم الذي أنجبه. ففي قريته ثمة منجم كبير لذكرياته الشخصية والعائلية. فالفيلم يتطرق الى ثلاثة أجيال. فالجدة الطاعنة في السن لما تزل قوية على الرغم من أنها فقدت بصرها أو كادت، لكنها ظلت قوية صامدة إزاء الأزمات الكبيرة التي تعرض لها أغلب أهالي الجنوب السوداني، وبالذات اقيلم دارفور الذي أصبح أشهر من نار على علم. أما الاب فهو الآخر شاهد على مأساة هذا العصر، لكنه ظل هو الآخر ثابتاً في مواجهة أعاصير النزاعات العرقية والدينية. فيما لم يجد ابنه إيمانويل ضيراً في أن يقبل بالهجرة المؤقتة التي أنقذت حياته وفتحت له آفاقاً جديدة لم يكن يحلم بها من قبل. وحينما عاد الى مضاربه، لم يقبِّل الأرض التي ولد فيها، وإنما تذوقها في إشارة الى أهمية الأمكنة والأوطان التي نولد فيها. وعلى الرغم من بعض الإشارات العنصرية التي تعمق طبيعة النزاع القائم والتي أشرنا إليها سلفاً في مفتتح هذه المقالة إلا أن هذا الفيلم لا يخلُ من دعوات التسامح. ويمكن الإشارة في هذا الصدد الى موافقة إيمانويل للغناء مع أحد المطربين المسلمين الذين يسعون الى نبذ ثقافة العنف، وترسيخ ثقافة المحبة والسلام.
    وجهات نظر
    تحدث مخرج الفيلم كريم شروبورغ والممثل إيمانويل جال عن فيلم " طفل الحرب " في مؤتمر صحفي عُقِد في مُستهل فعاليات الدورة الثانية لمهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي. لا شك في أن إيمانويل قد تعرَّض هو وأسرته لأعمال عنف وإهانة للكرامة للانسانية. وكرد فعل لهذا الظلم الذي وقع عليه فقد مارس هو الآخر أعمالاً إنتقامية حينما كان صغيراً. فهو، كما أسلفنا لم يُجبر على التجنيد، وإنما ذهب بنفسه لكي يثأر لما وقع له ولشقيقته وبقية أفراد أسرته، ولكنه حينما شبَّ عن الطوق أدرك أن العنف ليس حلاً، وإنما الحوار هو السبيل الوحيد لحل الخلافات والمشكلات التي تقع بين الأطراف المتنازعة. وعندما وفرت له الناشطة إيما ماكيون فرصة الدراسة لكي ينقل خبرته وتجربته في الموسيقى والغناء أفاد من سنوات الدراسة ليشن لاحقاً حربنه التي أسماها بـ " حرب السلام " المناوئه لكل أشكال العنف والاقتتال. من المؤكد أن مخرج الفيلم لديه رسالة يريد إيصالها الى مشاهدي هذه الفيلم سواء في صالات السينما أو شاشات التلفزيون في كل مكان من هذا العالم. وهذه الرسالة لا تمجِّد الحرب، وإنما تقف ضدها حيثما تكون. وعلى الرغم من الصعوبات الكثيرة التي واجهها طاقم الفيلم مثل الحصول على الفيزا، ونقاط التفتيش في المعابر الحدودية، إلا أنهم قرروا في نهاية المطاف مرافقة بعثة الأمم المتحدة التي سجلت هي الأخرى حضورها على مدار الفيلم. يبدو أن قناعات إيمانويل جال كانت تتغير يوماً إثر يوم. ففي بداية الفيلم كان " يتمنى أن يقتل أكبر عدد من العرب والمسلمين لأنه حرقوا قريته ومنزله وتركوه ينزف وهو طفل في السابعة من عمره! " لكنه في أثناء التصوير بدأ يميل الى عدم توجيه اللوم لأحد أو لجهة معينة، لأنه بدأ يدرك عن قناعة تامة " أن الفقراء هم الذين يدفعون الثمن. الفقراء هم من يموتون، أما الأغنياء فيحركون الحرب فقط . حينما نال إيمانويل قسطاً معقولاً من التعلم بدأ يدرك معنى الحرية، وضرورة بذل الجهود الكبيرة من أجل تحقيقها. فلا غرابة أن يقول لاحقاً " ليس كل مسلم سيئ، ولا كل مسيحي ملاك". لذلك قرر إيمانويل أن يواصل مشروعه الفني والثقافي من خلال الموسيقى والغناء، بعد أن وضع خلفه كل المشكلات التي كانت تؤرقه وهو طفل صغير. أما الآن فقد قرر أن يغني مع صديقه المسلم في المحافل الدولية على أمل أن الثقافة والفن هي العلاج الناجع للمشكلات العرقية والدينية والطائفية التي تتفجر هنا وهناك سواء في قارة أفريقيا أو في أي مكان من هذا العالم.
    أبو ظبي




    احلى وردة*
    احلى وردة*
    $مساعد المدير$
    $مساعد المدير$


    عدد المساهمات : 11
    تاريخ التسجيل : 22/08/2010

    الفيلم الوثائقي- طفل الحرب - لكريم شروبورغ محاولة لنبذ العنف وتكريس ثقافة التسامح والسلام Empty رد: الفيلم الوثائقي- طفل الحرب - لكريم شروبورغ محاولة لنبذ العنف وتكريس ثقافة التسامح والسلام

    مُساهمة  احلى وردة* الأربعاء أغسطس 25, 2010 2:24 am

    مشكورر ع الجهود المميززز
    احلى وردة*
    احلى وردة*
    $مساعد المدير$
    $مساعد المدير$


    عدد المساهمات : 11
    تاريخ التسجيل : 22/08/2010

    الفيلم الوثائقي- طفل الحرب - لكريم شروبورغ محاولة لنبذ العنف وتكريس ثقافة التسامح والسلام Empty رد: الفيلم الوثائقي- طفل الحرب - لكريم شروبورغ محاولة لنبذ العنف وتكريس ثقافة التسامح والسلام

    مُساهمة  احلى وردة* الأربعاء أغسطس 25, 2010 2:28 am

    والرائع

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 15, 2024 3:35 pm